الحياد يعبر عن موقف محمود أحيانا ومذموم أحيانا أخرى مع العلم أن مواقفنا المحايدة في الكثير من الأحيان تكون سلبية أكثر منها إيجابية فالاحداث كما يعرفها القاصي والداني تصنع بنا ولسنا من صناعها ،لذا كان من الضروري ان نوضح شيء مهم يغفله أكثرنا وينساق إليه
أن يقف المرء على الحياد وسطا بين موقفين متغايرين لا يعرف منهما الظالم من المظلوم ولا المعتدي من المعتدى عليه وهو لا مع هذا ولا مع ذاك إلى أن يستبين له الحق ويعرف الظالم من المظلوم والمحق من المبطل فهذا حياد محمود ومفهوم نتفهمه أما أن يقف المرء على الحياد وسطا بين موقفين أو حدثين أو قضيتين يعرف منهما الظالم من المظلوم والمبطل من المحق فهذا حياد ظالم متواطئ مع الظالم المعتدي الظالم على المظلوم المعتدى عليه وهو شريكه في الظلم والوزرقد ساوى في حياده الظالم والمتواطئ وبين المعتدي والمعتدى عليه وبين الظالم والمظلوم و بين الجاني والمجني عليه وجعلهما سواء وهو بذلك يقف مع الباطل ويشارك فيه
وبوجود الحياد بكثرة في مواقفنا العديدة أعطيناه مفهومين حياد سلبي و آخر إيجابي ففسرنا الحياد السلبي بالتدخل تحت الطاولة وخلف الأسوار لمناصرة الباطل أوالتواطأ مع المعتدي والآخر إيجابي بالوقوف لا مع هذا أو ذاك
في مجتمعنا ينقسم الناس إلى ثلاثة نمادج فإما مناصر الباطل وإما مقاوم له و إما محايد سواء كان بمفهومه الأول أو الثاني
فأين تجد نفسك ضمن الثلاثة أصناف ؟؟
وكيف تفسر الحياد ؟
هل تعترف بالألوان في مواقفك أو أنت أبيض أو أسود؟
وأخيرا إلى ماذا تعزو بروز هكذا حياد ألضعفنا ؟أو لمرونتنا ؟أو لإتقاء أتون الفتنة والصراعات التي نحن في غنا عنها ؟؟
ولكم واسع النظر في طرح كل ما ترونه يغني ويثري النقاش
[center]