عاشت أوراس النمامشة الولاية الأولى ظروفًا صعبة نتيجة طول مدة الحرب المتفق عليها مع ثلة من المخلصين من جماعة 22 رواد حملة مشعل الثورة، حيث التزم شيخ المجاهدين مصطفى بن بولعيد أن الثورة بإمكانها أن تصمد في الأوراس مدة تسعة أشهر على الأكثر وعلى المناطق الأخرى فك الحصار عليها ومد الثورة إلى كل شبر في الجزائر.
كانت انتفاضة 20 أوت 1955م واحدة من تلك الانتفاضات التي ساعدت على فك الحصار على المنطقة الأولى للثورةوهو ما أكدته التقارير الفرنسية في 20 أكتوبر 1955م حينما أكدت أن الثورة المسلحة في توسع دائم منذ حركة الجهاد التي قام بها المجاهدون في معركة هود شيكة بالدبيلة والوادي في أوائل شهر أوت من عام 1955م؛ انطلاقًا من الحدود الشرقية لأوراس النمامشة بقيادة الشهيد حمة لخضر ومقداد جدي وثلة من خيرة المجاهدين
فحسب وثائق الثورة وتقارير العدو فإن العمل المسلح والدعاية السياسية
كانت في توسع دائم في أربع مواقع عبر التراب الجزائري، وحددت كالتالي:
1. انتشار وامتداد الثورة بالشمال القسنطيني كله باستثناء منطقة صغيرة شمال عنابة ومعظم منطقة سطيف.
2. امتداد وانتشار الأعمال المسلحة في المنطقة الثالثة (بلاد القبائل الكبرى) والعمل المسلح يمتد إلى منطقة متيجة (أي المنطقة الرابعة).
3. انتشار الأعمال الثورية بالمنطقة الخامسة (تلمسان وضواحيها إلى حدود المغرب الأقصى).
4. امتداد الثورة إلى الجنوب القسنطيني إلى أقصى الحدود الشرقية (منطقة الصحراء الشرقية عمومًا إلى الحدود الليبية).
5. الصحراء لا تزال في طور الإعداد والتحضير
الإعداد والتحضير لانتفاضة 20 أوت 1955م:
لم تكن انتفاضة 20 أوت 1955م عملية عشوائية لم يخطط لها المجاهدون كما يذهب إلى ذلك الرافضون لمنطق الجهاد والاستشهاد سبيلا للتحرر والانعتاق من عبودية فرنسا والغرب لاستعماري، بل وتشفى المتساقطون على الطريق حينما علموا مأساة الجزائريين العزل في سكيكدة والقل والحروش وغيرها من مناطق الهجومات المسلحة على أوكار وثكنات الجيش الاستعماري.
لقد كانت شهادات المجاهدين الفاعلين واضحة وصادقة دون مبالغة أن فكرة الهجوم ونشر الثورة ووضع الخط الأحمر الفاصل بين من يريد الكرامة والعودة إلى سيادة الأمة وبين الخونة والعملاء والجبناء، فليس بعد اليوم مقالة ولا حجة لأحد إما مع فرنسا الرؤوم أو مع الثورة المسلحة التي سقت بدماء الشهداء أرضنا الطاهرة، منذ أول شهيد بالأوراس الأشم إلى الشهيد المفخرة زبانة وأولئك الأحرار الذين لعلع رصاصهم في الشلعلع وجرجرة وجبال الظهرة وغيرها من مناطق هذا الوطن الغالي.
تم الإعداد لهجومات 20 أوت 1955م بما يعرف بالإعداد والتحضير النفسي والسياسي وتدارس الأوضاع المحلية ولإقليمية والدولية، حيث قام يوسف زيغود قائد منطقة الشمال القسنطيني بتوجيه الدعوة في أوائل شهر جويلية إلى كافة المسؤولين بالمنطقة للحضور إلى المكان المعروف بـ"بوسطور" قرب سيدي مزغيش جنوب غرب سكيكدة على بعد حوالي 35كلم، ثم تغير موقع الاجتماع إلى المكان المسمى"الزمان" ببلدية محمود بوشطاطة حاليا (الحدائق)، وأثناء توجه المجاهدين اكتشف العدو مجموعة منهم فاشتبكوا معه في معركة يوم 20 جويلية 1955م استشهد فها المجاهدان محمود نفير والحاج القسنطيني المدعو الألماني، وتدخلت طائرات العدو دون جدوى وخسر عسكريين وجرح ثالث فتمكن المجاهدون من لم شملهم وواصلوا طريقهم إلى مكان الاجتماع ومن بين الذين حضروا اجتماع "الزمان" عمارة بوقلاز بمرافقة اثنين من ناحية سوق أهراس، ثم عبد الله بن طبال ومصطفى بن عودة، وعلي كافي وصالح بوبنيدر (صوت العرب)، بشير بوقادوم، أحمد رواي المدعو الرواية، وغيرهم ووزعت المهام والمسؤوليات
يستخلص مما ذكرناه أن الإعداد للانتفاضة دام فترة طويلة ما يقارب ثلاثة أشهر حسب شهادة الأحياء من المجاهدين، وقد كان البطل الشهيد زيغود يوسف صاحب الفكرة ومهندس انتفاضة 20 أوت 1955م يشعر بأن مصير الثورة على الأقل في المنطقة الثانية يقع على مجاهدي المنطقة، فلا بد من الإسراع، بالنصر أو الشهادة، وكانت الانتفاضة قد حددت الأهداف منذ الأيام الأولى للهجومات وهي:
1. يجب أن يعرف الجميع أن الثورة مستمرة لا رجعة فيها وثورة دون شهداء وضحايا وخسائر لعبة أطفال.
2. تمركزت قوات المجاهدين قبل أسبوع من الهجومات في مواقع محددة بدقة، وضمانًا لنجاحهم وضعت كل مجموعة في الموقع الذي يعرفونه ويعرفون من خلاله منطلقهم وهدفهم.
3. تحديد ساعة الصفر في منتصف نهار يوم السبت 20 أوت 1955م.
4. تعبئة الشعب لإمداد الثورة بكل ما يملك لتحقيق أهداف بيان أول نوفمبر 1954م.
5. تسهيل وتنظيم طريق القوافل نحو تونس لجلب الأسلحة والذخيرة التي تتطلبها المرحلة الحرجة التي تعرفها الثورة.
كان الإعداد للانتفاضة يتم بصورة سرية وتنظيم محكم وروح عالية ففي ناحية سكيكدة، حيث بدأ التجنيد العملي تجمع المجاهدون والمسبلون والمناضلون منذ يوم 16 أوت 1955م ووقع تجمعهم في عدة أماكن هي: جبل العالية ونواحيه ويقدر عدد المتجمعين فيه بحوالي 3000 فرد، ثم محجر الرومان وضواحيه وتجمع فيه مئات الأفراد، وسيدي أحمد غرب سكيكدة حيث تجمع فيه حوالي 800 فرد، وقام بالإشراف على هذا الإعداد في ناحية سكيكدة كل من محمد مهري المدعو الكولونيل، وإسماعيل زيغات، وعمر بوالركايب. أما ناحية القل فقد أشرف على الإعداد عمار شطايبي المسؤول على الناحية، وتجمع المجاهدون والمسبلون وكافة المواطنين الراغبين في الجهاد في منطقة بني زيد وكان عددهم يقارب 234 فردًا، وفي الميلية أشرف على عملية التحضير الأخضر بن طبال منذ أن كلفه بالأمر الشهيد البطل زيغود يوسف وكلف عبد الله بن طبال المجاهد مسعود بوعلي بقيادة الهجوم على الميلية والمناطق الاستراتيجية المقصودة.
أما ناحية قسنطينة فقد أشرف على إعداد الهجومات قائد المنطقة نفسه زيغود يوسف، وقد تجمع ما يزيد عن 500 فرد في جبل الوحش بحسب اختلاف الروايات بالناحية، وأما ناحية يوسف زيغود
(السمندو سابقًا) فقد أشرف عليها كل من عبد المجيد كحل الرأس، وبشير بوقادوم، وبلغ عدد المتطوعين حوالي 350 فردًا جاءوا من مناطق عدة، أما ناحية الحروش، وادي الزناتي، قالمة، فقد أشرف على تنظيمها كل من المسمى الساسي، ويوسف علي لمويس، حيث قسموا المسبلين والمجاهدين والمتطوعين إلى فرق سبعة وجهوهم إلى قالمة، وادي الزناتي، هيليوبوليس، الركنية، الفجوج (كليرمان سابقًا)، الحروش، رمضان جمال (سان شارل سابقًا)، وكل مجموعة أشرفت على تجمعات للمناضلين والمتطوعين والمسبلين، وجرت عملية الإعداد والتحضير لليوم الموعود في ظروف تتسم بالجدية والروح العالية وفي السرية التامة، الأمر الذي سمح بتنظيم الهجومات حسب المخطط المتفق عليه في اجتماع الزمان بالحدائق على بعد حوالي أربع كيلومترات من سكيكدة
وكانت الأهداف المحددة للهجوم هي جميع المواقع العسكري من ثكنات ومراكز الشرطة والجندرمة، والمؤسسات الاقتصادية، ومعاقل الأوروبيين، على أن يتم الهجوم في وضح النهار حتى تشاهد الجماهير جنودها وتلتحم معهم لرفع المعنويات ولتحطيم قوة العدو وجمع السلاح، وكانت الأهداف المحددة هي:
1. تتواصل العملية ثلاثة أيام، لكل يوم أهدافه.
2. إعدام من لم يستجب لنداء الثورة وتحالف مع العدو.
3. تسليم مشعل الثورة إلى الجماهير فهي الكفيلة بالعمل الثوري، وتطبيق مقولة الشهيد البطل محمد العربي بن مهيدي: "ارموا بالثورة إلى الشارع فسوف يلتقطها الشعب".
فك الحصار على المنطقة الأولى أوراس النمامشة التي جندت لها فرنسا الاستعمارية جيشها وبخاصة اللواء الخامس والعشرين (25) التابع للعقيد
4. ديكورنو للقضاء على الثورة وهذا في عملية "تيمقاد الشهيرة".
5. حث باقي المناطق الأخرى على النهوض بالثورة لتشمل باقي الجزائر.
6. وضع خط أحمر وهو خط اللاعودة بعد هذا اليوم.
7. التضامن مع الشعب المغربي الشقيق الذي يتذكر نفي الملك محمد الخامس إلى مدغشقر.
8. تعميم الثورة لتحقيق استقلال المغرب العربي وهو من أهداف ثورة أول نوفمبر المباركة
9. لفت نظر الرأي العام العالمي إلى ما يحدث في الجزائر، وهو الانطباع الذي تحول فعلا إلى نصر أولي للثورة حيث سجلت القضية الجزائرية بطلب من 15 دولة من كتلة باندونغ 1955م لتسجل القضية الجزائرية رسميا في جدول أعمال الدورة العاشرة للأمم المتحدة.
سير أعمال الانتفاضة:
وقع الهجوم في سكيكدة من عدة جهات باستثناء الواجهة البحرية، وكان هتاف المهاجمين: "الله أكبر"، رافعين الراية الجزائرية، فاكتسحوا الضيعات والمؤسسات الأوروبية واتجهوا إلى وسط المدينة، وساد حماس كبير وزغردت النسوة فرحًا بالأعمال البطولية، فعرفت المدينة أصعب الأوقات حسب تعبير الصحافة الاستعمارية، وسيطر المهاجمون على المدينة إلى غاية الرابعة مساء، متى أدركت قوات الطوارئ خطورة الأمر فجلبتها من جميع النواحي وبدأت تطلق النار على كل عربي وفي أي مكان يوجد، وأصبحت مدينة سكيكدة مدينة ميتة لا حركة فيا وتم تحطيم طائرات حربية رابضة بالمطار وتخريب بعض المنشآت، وقتل وجر العديد من جنود العدو وتم غنم وقتل الجنود المسلحين في منجم الحديد بفلفلة على بعد 25 كلم من سكيكدة، وكان هجوم العالية من أنجح العمليات الحربية التي قام بها المهاجمون الذين غنموا الكثير من الأسلحة والذخيرة الحربية إضافة إلى المتفجرات، أما في مدينة القل فقد كان الهجوم عاما وشاملا حتى لجأت القوات الاستعمارية إلى رجم المدينة بالمدفعية من بوارجها البرية، وكان الالتحام كبيرًا بين القوات الاستعمارية والمجاهدين في الحروش، وضرب العدو بالأسلحة الثقيلة بصورة عشوائية وضرب دار العدالة التي تسلل إليها المجاهدون، فقاوموا إلى أن تمكنت القوات المدفعية من تدميرها، وساد الشمال القسنطيني طيلة الأيام المتعاقبة سيل من الأعمال الحربية لم تشهدها المنطقة، وأعقب هذا العمل قيام المجاهدين بأول مؤتمر محلي لتقييم نتائج عملية 20 أوت 1955م وتقييم التقارير الواردة من كل قرية ومدينة أو دوار أو دشرة بالمنطقة الثانية، وكان عدد الشهداء المسجل حسب مذكرات الأحياء 12 شهيدا.
ردود فعل القوات الاستعمارية على انتفاضة 20 أوت 1955م:
كان رد الفعل طبيعيا لأنه من سلوكات المستعمرين الفرنسيين منذ وطئت أقدامهم أرض الجزائر الطاهرة فكما تعاملوا مع الشعب الجزائري منذ بداية الاحتلال كمجموعات مشاغبة بسياسة الأمن الاستعماري وهو القتل والطرد الجماعي للسكان، والزج بالعلماء في السجون أو نفيهم خارج الوطن وهي سياسة تقليدية معروفة، فإن سلوكهم في سكيكدة أشبه ما قامت به في قالمة وخراطة وسطيف في شهر ماي 1945م.
كان رد فعل القوات الاستعمارية العسكرية والمدنية في مستوى الوحشية التي عرف بها الفرنسيون في بلادنا، فلم يجد الاستعماريون من وسيلة لرد الكرامة عند الصدمة الأولى للمجاهدين والمسبلين والمتطوعين سوى القتل الجماعي المتعمد لكل جزائري يعثر عليه دون تمييز بين الرجال والنساء والشيوخ والأطفال كما عبرت جريدة لوموند يوم 31 أوت 1955م
خرب العدو مشتة الزفزاف كاملة بسكانها (5000 نسمة) وقتل الحيوانات وطبق سياسة الأرض المحروقة والعقوبات الجماعية بشكل فضيع، كما صادف رسو سفينة بميناء سكيكدة قادمة من فرنسا وعلى متنها عدد كبير من الجزائريين من شرق البلاد فوقعوا في قبضة العدو وراحوا ضحية عنجهيته وجبنه ووحشيته فكانوا ضحايا الغدر والقمع المسلط عليهم من فرنسا حقوق الإنسان والعدالة والحرية.
أما أكبر انتقام قام به العدو في سكيكدة لوحدها فهو جمع ما يزيد عن ألف وخمس مائة من الأبرياء في الملعب البلدي، ثم قتلهم ودفنهم جماعيا في خنادق حفرت بواسطة جرافة كانت محفوظة إلى عهد قريب كشاهد على جرائم فرنسا المتحضرة التي يطالبنا أبناء دفعة لاكوست طي هذه الصفحة، كما قام العدو بأعمال انتقامية في كل المشاتي والقرى والمدن وزج بآلاف الجزائريين في السجون والمحتشدات، وبدأت آلة التعذيب التي قادها بسكيكدة المجرم بول أوساريس شخصيا كما اعترف بذلك في مذكراته حيث عذب المجاهدين في سكيكدة ثم بعد ذلك كلف بمهمة تعذيب المجاهد البطل محمد العربي بن مهيدي رحمة الله عليه واعترف بأنه يقف وراء قتله
نتائج انتفاضة 20 أوت 1955م:
زُلزل المؤمنون زلزالا عظيما بتعبير رب العالمين في انتفاضة 20 أوت 1955م، وكان شعارهم حي "على الجهاد"، "الله أكبر"، "تحيا الجزائر"، يتشح كل مجاهد بالراية الوطنية التي تسجل في هذا اليوم المبارك ما عرفته أول مرة من دماء طاهرة زكية في شهر ماي الحزين من عام 1945م وكانت نتائج هذه الانتفاضة كبيرة على مسار الثورة وتتمثل في النقاط الآتية:
- فك الحصار المضروب على المنطقة الأولى أوراس النمامشة وتوزيع القوات الاستعمارية على منطقة أخرى ذات كثافة سكانية عالية في المشاتي والقرى والمدن مما أربك القوات الاستعمارية، فأدى بها جنون القوة إلى استدعاء قوات الاحتياط، التي شكلت أزمة كبيرة بين المجندين وذويهم من خلال مظاهراتهم في محطة مون بارناس بباريس وغيرها.
- تشجيع المناطق الأخرى للوطن على الحركة والعمل المسلح لأن الثورة اختيار لا رجعة فيه مهما كانت أحلام الانهزاميين والخونة وأتباع الإدارة العامة من رجال السياسة.
- تلقي الشعب في الأرياف والمدن لأصداء الانتفاضة بالفخار والزهو وانضمام الآلاف من الشباب المتحمس للثورة فكانوا الوقود والسواعد المفتولة التي سجلت على جبناء الفرق العسكرية الاستعمارية مدى جبنهم ورعبهم وهم يجابهون المجاهدين في الجبال والسهول.
- تحقيق أهداف اجتماع "الزمان" وتحقيق أبعاد سياسة مهندس الانتفاضة الشهيد البطل زيغود يوسف رحمة الله عليه.
- انهيار معنويات القتلة من أمثال بول أوساريس و"كروفو" رئيس بلدية سكيكدة، و"ديبلي" رئيس بلدية رمضان جمال وغيرهم من المجرمين والقتلة.
- تحقيق الطابع الجماهيري للثورة والقضاء على أسطورة الأشهر الثلاثة التي ستقضي فيها قوات الاستعمار على قطاع الطرق، والفلاقة.
- كانت انتفاضة 20 أوت 1955م قد قضت نهائيا على الحلول العرجاء، وقضت على الانتخابات المزمع قيامها.
- تأكد وحدة المصير والكفاح المشترك بين دول المغرب العربي.
- قيام تضامن كبير مع الشعب والثورة الجزائرية في النوادي السياسية والفكرية في العراق ومصر وسوريا والأردن ولبنان والمملكة العربية السعودية.
- كانت انتفاضة 20 أوت 1955م ملحمة ثورية شكلت انعطافًا كبيرًا في مصير الثورة وهي من الملاحم الكبيرة في تاريخ الجزائر خلال القرن الماضي بحلوه ومره، ويكفي مهندس الانتفاضة فخرًا أنه بعد سنة كاملة وفي 20 أوت 1956م عقد مؤتمر الصومام وهي تحية خاصة للثورة عامة بكل الجزائر، وتحية خاصة للمنطقة الثانية بالشمال القسنطيني، كما رسمت الدولة الجزائرية في يوم 16 أفريل 1965م يوم 20 أوت كيوم وطني للمجاهد، فرحم الله شهداء الجزائر، وأسكنهم فسيح جنانه.
- لقد أيقن الرأي العام العالمي أن ما يجري في الجزائر ليس مشكلة داخلية فرنسية بموجب قرار الإلحاق لعام 1834م بل هو ثورة تحرر وانعتاق من دولة استعمارية بشعة لم يعرف التاريخ لها مثيلا، مهما زيف الإعلام الغربي عامة والفرنسي خاصة التاريخ المجيد للثورة الجزائرية المباركة التي نالت إعجاب الأعداء قبل الأصدقاء لأنها جاءت لتحرر فرنسا نفسها من الفكر الاستعماري الذي تبنته الآلة العسكرية من خلال علماء الأنثربولوجيا ورجال المدرسة التاريخية ورؤساء المكاتب العربية عامة، إن هذا الشعب له القدرة على الثورة والانعتاق من العبودية المفروضة عليه منذ قرن وربع، وأن الثورة منظمة تنظيمًا دقيقًا لا مجال فيه للعشوائية التي ميزت ثورات القرن التاسع عشر